
هدى الله سبحانه وتعالى هو بالشكل الذي يبني الحضارات, ويعمر الحياة على أرقى مستوى, ويهتمّ ببناء, وتطوير العلوم, والمعارف الّتي ترتقي بالإنسان, وبالواقع, وقد اهتمّ القرآن الكريم ببناء الأمّة, والإرتقاء بها حضاريّاً, وعلميّاً في كلّ مختلف مجالات الحياة وبشكلٍ راقٍ جداً, ولو ركّزت الأمّة على الإهتداء به لوصلت واهتدت إلى أرقى العلوم, وأنفعها للبشريّة, ولكانت هي الأمّة السّباقة في المجال العلميّ, والمعرفيّ, والحضاريّ, لكنّ الإعراض عن هدى الله يمثّل خسارةً كبيرةً للبشريّة, ويؤدّي لضياع العلوم التي تبني الحضارة, وترتقي بالحياة, ويفقد الناس بسبب إعراضهم عن هدى الله الكثير من هذه العلوم, والأسرار العجيبة التي أودعها الله في هذا الكون, وسخّرها لهم في باطن وظاهر السموات والأرض, يقول السيد: (لاحظ أيضاً من الخسارة الكبيرة عندما لا يسير الناس على هدي الله أنهم يضيعون العلوم التي تبني حضارة بالنسبة لهم، التي تبني الحياة بالنسبة لهم، التي تمكنهم من تسخير كثير من مظاهر هذه الحياة من المخلوقات، من الأسرار العجيبة في هذا الكون، في جوانب عمارة الدنيا في جوانب الخير، بناء حضارة - كما يقولون - فعلاً تجد هذه حصلت عند المسلمين! كان القرآن بالشكل الذي فعلا يهدي هذه الأمة لو اهتدت به إلى أن تصل إلى علوم أرقى مما وصل إليه الغربيون, في نفس الوقت يقدمونها خيرا للأمة وللبشرية في الوقت الذي قدمها الغربيون في الأخير شراً, شراً للبشرية نتيجة ماذا؟ عدم الإهتداء بهدي الله) سورة البقرة الدرس الخامس.
اقراء المزيد